المدونة

مقالات المدونة

التكنولوجيا والمجتمع

بقلم أحد رواد المدونة

من يوميات عانس… فاتها قطار الزواج 🙍

فتح الإنترنت بالأونة الاخيرة أبواب للتواصل والإنفتاح على العالم. فمن خلال مواقع التواصل الإجتماعي والتعارف أصبح بالأمكان لقاء أشخاص من جميع انحاء العالم والتعرف على ثقافات جديدة متنوعة. كأن الخطابه لبست ثوبا جديدا لتعود لمجتمعنا بصورة إلكترونية عوض عن التنقل بين البيوت للبحث عن زوجات وأزواج مناسبين.

فزمن الخطابه انتهى وأصبحت مواقع التعارف والزواج هي الرائدة في توفيق رأسين في الحلال من قبل مشتركين باحثين عن نصفهم الأخر بنفسهم ومن دون أي وسيط، من خلال تصفح ملفات مختلفة لأيجاد الشخص الإكثر مناسب من خلال المعلومات التي وضعوها في ملفهم الشخصي. حين يصبح هناك تفاهم أو ود بين الطرفين تنتهي مهمة المواقع كما تنتهي مهمة الخطابة بتعارف الطرفين. بعدها يتم الإنتقال والبدء بخطوات أكثر جدية كالخطوبه والزواج.

كنت دائما أفكر في مدى فعالية هذه المواقع ومدى نجاح القصص فيها. استمعت وتعرفت على قصص مختلفة من قبل الصديقات والمعارف، فهناك قصص تؤجت بالنجاح والنهايات السعيدة كالأفلام وأخرى أنتهت قبل أن تبدأ. مالذي يجعلها تنتهي قبل أن تبدأ؟ هل من الممكن أن يكون السبب هو أختلاف الأهداف أو عدم الوضوح؟ وما العامل الأساسي في نجاح أو فشل العلاقات عبر مواقع التعارف؟

لأعتقد بأن أسباب نجاح العلاقات هي الطريقة التي تعرفا من خلالها وإنما للثقة والصدق تأثير كبير. فهما إحدى الأسس التي تبنى بها أي علاقة حقيقية طويلة الأمد. وفي النهاية الإنترنت ما هو إلا وسيلة للتعارف ويبقى النجاح أو الفشل معتمد على الأشخاص وطباعهم وجديتهم في البحث عن زواج حقيقي.

أخبرتني صديقة بأن التعرف عبر مواقع التعارف يحتاج لتواخي الحذر وعدم منح أي شخص الثقة العمياء. حينها فكرت بالموضوع وناقشتها. هل تواخي الحذر مربوط فقط بالتعرف عبر الإنترنت أو بصورة عامة مع أي شخص تتعرف عليه؟ نعم ليس لدي تجارب كثيرة بالحياة العاطفية والتعرف على الجنس الآخر ولكن تجربتي الوحيدة كانت كفيلة بتعليمي درس بالحياة. ممكن أن يكون الشخص الذي نتعرف عليه بالواقع ليس محل للثقة كما هو الحال في مواقع التعارف. يوجد الجيد والسيء في كل مكان فإن خُليت قُلبت.

ما أحاول فهمه هو لماذا ياترى يكون الزواج عن طريق الخطابات محبوبا لدى المجمتع ولكن عبر مواقع التعارف يكون غير مرغوبة بالإعلان عنه؟ مع إن الإثنين يقومان بنفس العمل ولهما نفس المساوء والمحاسن. هل لأن الخطابات طريقة نعرفها منذ زمن وإعتدنا عليها؟ أم لإننا لا نتأقلم بسرعة مع التطورات والتكنلوجيا التي تدور حولنا؟

أتمنى أن تنال مقالاتي إعجابكم، كما أحب أن أوضح بأنني لست ضد أي مبادئ أو تقاليد. احب فقط أن أتداول معكم التناقضات ما بين الحاضر والماضي.

وتستمر…. انتظروني بمقال آخر 🙋