المدونة

مقالات المدونة

فرب صدفة خيرٌ من ألف ميعاد

بقلم صفاء عبد الحليم، طاقم مدونة صدفة

هكذا جمعتنا الصدفة... وهكذا تحققت سعادتنا.

بين عالم الأحلام والعالم الواقعي يوجد هناك العالم الافتراضي. عالم التكنولوجيا والتطوير. ما هو هذا العالم يا ترى؟

العالم أصبح أصغر بكثير عما كان عليه من قبل. أصبح كل شيء بين يديك بمجرد الضغط على الزر من حاسوبك أو هاتفك. ولكن يبقى هناك الشيء الوحيد الذي لا نعرف كيفية الوصول إليه... وهو أغلى ما يملك الانسان... طالما سعينا وراءه من دون أن نعرف أين طريقه. أين السعادة...؟

راودني هذا السؤال الذي ينبغي أن نطرحه جميعنا على أنفسنا... وهو ما هي السعادة ومن أين نحصل عليها وكيف نمتلكها؟

سوف أبدأ الحديث عن مفهوم السعادة قبل أن أنتقل إلى كيفية الحصول عليها.

السعادة ليست بسلعة يمكننا أن نشتريها أو نبيعها حيثما أردنا... إنما هي شعور ينتابنا عندما نقوم بعمل نبيل وجميل تجاه أشخاص ربما نعرفهم وربما لا. هذا الشعور يبعث فينا قوة داخلية تعبر عن الإحساس بالسكينة والطمأنينة، ويعكس الجمال الروحاني عند المرء. لا يمكن التعبير عن هذا الشعور بكلمات أو سطور، بل يعجز اللسان عن وصفه. يشعر المرء بالسعادة عنما يتصالح مع نفسه ويترك القرار لقلبه بنية صافية وبقلب طاهر. من هنا تبدأ السعادة حينما نترك نفسنا الى الصدفة عندما نبحث عن الحب والخير والعلاقات الإنسانية , والعاطفية. فالبحث عن السعادة يستحق العناء ولكن يمكننا أن نحصل عليها بدون عناء وتعب بمجرد أن نترك أنفسنا للصدفة وما يحمله القدر. لا أحد منا يعلم ما يخبئه القدر، فلماذا نغلق أبواب الفرج ونحصر أنفسنا بين جدران بأفكار ربما لا توجد إلا عندنا وحدنا. فلنشارك أفكارنا مع غيرنا ونوسع قلوبنا وصدورنا إلى العالم.

أما عن سؤال كيف تجد السعادة أو كيف نكون سعداء؟ قد يكون من الصعب الإجابة عليه في حال اخترنا أن نعزل أنفسنا عن العالم وأن نسدل كل الستائر ونمنع دخول شعاع الشمس إلى قلوبنا. أما لو اخترنا العكس فسيكون الجواب سهلا وبسيطا. السعادة تتحقق عندما تصل إلى مبتغاك وتحقق أحلامك، ولكن لا يحصل هذا إلا لو انفتحت على العالم. ذلك العالم الكبير، عالم التواصل الاجتماعي الذي أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا. هناك الاحتمالات والمفاجئات وربما أيضا السعادة. فلماذا لا نخوض تلك التجربة وننفتح على هذا العالم الكبير للبحث عما هو يستحق البحث. عالم الأنترنت والشبكة العنكبوتية هما وسيلة سهلة للتعارف على جميع أفراد المجتمع والعالم. من خلال عالم التواصل الاجتماعي يمكنك أن تصنع عالمك الخاص بك، ليكون من تصميمك وأدائك. أنت الذي تقرر فيه إذا أردت أن تفتح الإمكانيات للتغير في حياتك، بمجرد أن تفتح نوافذك على العالم وتترك مجالاً لدخول الشمس إلى غرفتك ليتسرب شعاعها فيما بعد إلى قلبك. فالسعادة تجعل المرء قابلا للعطاء والتسامح والغفران. إن كنت لا تشعر بالسعادة لا تستطيع أن تسعد من حولك ومن يعنيك أمره. ففاقد الشيء لا يعطيه.

فهيا بنا ننفتح على العالم الجديد، عالم التكنولوجيا والتطوير، لربما هناك كانت السعادة، من يعلم ؟؟ كل شيء يحدث صدفة. هيا بنا ندخل عالم المغامرات ونكتشف ما في هذا العالم ونوسع نطاق مفهومنا للحياة. أكيد السعادة موجودة هناك في مكان ما، من يعلم فكل شيء يحدث صدفة وبطريقة الصدفة فرب صدفة خير من ألف ميعاد. لا أجزم كلامي بأن السعادة موجودة فقط داخل هذا العالم الخالي من الحدود، وإنما أقصد توسيع نطاق البحث وألا نكون مثبتين ومتحجرين في نفس المكان.

من منا لا يستعمل الحاسوب أو التلفون الذكي أو الشبكة العنكبوتية مثل الفيس بوك و التويتر. هذا العالم يربطنا ويوصلنا مع ببعضنا البعض رغم بعد المسافات.

فالبحث دائما جاري في حياتنا إن كان على حبيب أو صديق أو قريب وحتى على غريب. هذا العالم أصبح وسيلة تعارف وتبادل حوار وأحاديث ومعلومات، ولكن هذا ليس كل شيء هناك أيضاُ تبادل قلوب وشعور.

ما أريد توصيله هو أن الكثير منا لا يعلم ما هي الفائدة الكبيرة التي تعود إلينا لو أفلحنا في إستخدام عالم الإنترنت بالطريقة الصحيحة.

على سبيل المثال، من خلال مواقع الزواج والتعارف لم يعد هناك داعي أن تضع نفسك في مكان محرج بين كلمة نعم أو لا من قبل العروس أو أهلها. هنا في هذا العالم تتعرف على الشريك وتتبادل معه الحوار والأفكار الى أن تصلا لنقطة الإنسجام ومن ثم تتقدم للخطوة التالية من غير أيّ تدخلات من أيّ طرف آخر غيركما ولا حتى إحراج الوالدة بالذهاب إلى أهل العروس. لن يكون هناك الخطابة التي تدور بصورتك على البنات وكأنها تطلب الحسنة أو العطف عليك بالموافقة. لأنك لا تستطيع أن تجد العروس بنفسك لأسباب عدة مثل العادات والتقاليد. لا بالعكس... أنت هنا تحدد مصيرك لأنك لن تذهب لبيت العروس إلا وأنت متأكد من القبول وما ينقص سوآ قرائه الفاتحة. اترك نفسك للصدفة بينما البحث جاري، أنت في عالمك الخاص الذي لا يمكن لأحد أن يفرض عليك أي شيء ولن تكون بموقف محرج أو موقف الحسنة يا بنات الناس.

كل يوم عن يوم يكبر التعرف على صفحات التواصل الاجتماعي، فمن خلال هذه المواقع تشعر بطعم الحرية. لأنك أنت من يحدد كل ما هو تبغاه وتريده ولكي تصل لقمة السعادة مع الشريك بعد التواصل المستمر والاتفاقية من الطرفين أو الانسحاب بكل أدب بدون إحراج وتجريح. أنت الملك في مكانك، الذي يسيطر على زمام الأمور ويحدد الطلب. لا أعني بكلامي فقط الرجال، لا بل أيضا البنات والنساء، ومن بينهنّ المطلقات أو الأرامل أيضاً، حيث هنّ من لديهنّ المشكلة الأكبر في أيجاد الشريك. بينما عبر مواقع الزواج ازدادت فرصتهنّ في الزواج، لأن العالم لديهنّ أصبح أكبر والاحتمالات زادت.

تلك المواقع تفتح المجال للجميع بدون قيود أو إحراج. حيث يتم التوافق بين الطرفين بقلوب صافية ونية سليمة كدرجة أساسية لبناء السعادة.

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي كبيرة ومهمة الى كل من يبحث عن الزواج والتعارف وتبادل الأفكار من جميع دول العالم. هناك مواقع تستخدم أكثر من الأخرى، ولكن هذا يعود الى المصداقية والخدمات المتوفرة في الموقع، أن كان موقع زواج أو أي موقع للتواصل ألاجتماعي.

عندنا مثلاُ موقع صدفة الذي اثبت أنه من أكبر وأشهر المواقع في الوطن العربي وأيضا في العالم. هذا يعود لأسباب عدة تميزه عن المواقع الأخرى، أولها وأساسها مصداقيته وثانيها كثرة زواج الأعضاء بعد التعارف مبدئيا على بعضهم البعض من خلال الموقع ومن ثم الانتقال الى الرحلة الثانية حسب الاتفاقية. ثالثاً موقع صدفة أثبت بأنه من الممكن البحث عن الزوجة المناسبة والتحدث معها بكل سهولة بعيدا عن التعقيدات والحدود وضمن الأدب والأخلاق، وإلا يطرد العضو المخالف للشروط والقوانين من الموقع بدون رجعة اليه. مما يثبت بأن الموقع ملتزم بقوانينه والمحافظ على جديته، هذا يزيد من إمكانية المساعدة على التعارف بشريك العمر والوصول إلى قمة السعادة خلال التعارف تدريجيا. الموقع يزوّد الأعضاء بالمعلومات والارشادات لكيفية التعامل مع الأعضاء وتسهيل عملية التواصل. في الموقع يوجد أيضا بعض المقالات والخواطر التي تساعد على تقوية العلاقة بين الشركين ليتكلل بهم المطاف بالزواج بإذن الله، تلك المقالات والخواطر تتحدث عن الحب واللقاء الأول والثاني والخ.

من يعلم ربما الصدفة تتحول إلى ما هو أجمل، ربما إنتهت بالزواج والاستقرار وراحت البال وربما إنتهت بصداقة حميمة. نحن لا نقرر الصدفة ولكن نقرر البقاء أو الرحيل. موقع صدفة يرتاده الآلاف يوميا بحثاً عن النصف الثاني أو صديق أو لتبادل الأفكار. لم أكن اعلم مدى نجاح هذا الموقع قبل أن تعرفت عليه من خلال البحث عبر الانترنت عن مواقع للزواج ومقارنته بمواقع كثيرة، وحكاياته جذبتني لأنها توجهت بالنهايات السعيدة في أغلب الأحيان. وبغض النظر في أي اتجاه انتهى المطاف بين أيّ علاقة، فقد كان وراء كل قصة درس مفيد ساعد على توسيع نطاق مفهومنا لما يدور من حولنا في هذا العالم الكبير.

فلننضم إلى عالم الصدف وعالم الاختيارات وبعيدا عن العادات التقليدية ولنتحرر ونكسر كل القيود. فلنخرج من النطاق المغلق ونفتح نوافذنا إلى الحياة، ربما هناك... في مكان ما سعادتنا، والسعادة لا تكتمل إلا بوجود شريك العمر والروح.

فلنأخذ تلك المجازفة ونغامر في العالم الكبير وإذا لم نصل إلى مبتغانا فلا بد وأن هناك شيء ما سوف نكتسبه بطريق الصدفة.