المدونة

مقالات المدونة

الزواج وفوائده

بقلم صفاء عبد الحليم، طاقم مدونة صدفة

للزواج فوائد عدة منها الصحية والجسدية والنفسية. تعود تلك الفوائد إلى أسباب عدة سوف يتم شرحها لاحقا ولكن دعونا أولاً نتحدث عن تعريف الزواج بشكل عام.

الزواج هو سنة الحياة ورابط مقدس بين الرجل والمرأة، هو مُكمل للدين الإسلامي عندما تتلاقى الأرواح النقية والأجساد الطاهرة. الزواج يجب أن يسود مودة ورحمة واطمئنان الروح. فهو أيضا حب وتقارب وجداني فيما بين الزوجين. يجب أن ينبني على علاقة طيبة وصريحة وجيدة للحفاظ على رونق الحياة الزوجية واستقلال الزوجين في حياة سعيدة. الزواج هو تعاون ومسؤولية بين الطرفين، إن كان على صعيد الراحة النفسية أو الجسدية. لذا ينبغي على الطرفين تحمّل المسؤولية الكاملة من ناحية تربية الأطفال، وتقاسم المادة وأيضاً مسؤولية الإدارة المنزلية في حال كان كلا الزوجين يعملان. لا يصح الكلام بأن نترك المسؤولية الكاملة على أحد الطرفين إن كان على صعيد العمل في داخل البيت أو خارجه، فلكل واحد من الزوجين نظرته وطريقته في التعبير والأسلوب، لذا يجب التعاون دائما بكل الأشكال إن كان على الصعيد المهني أو الفكري، فكل واحد يمثل الجزء الآخر من الثاني. التعاون عامل أساسي للنجاح، لذلك على الزوجيين أن يتبادلون الحوار عن مسؤوليات الحياة بأفراحها وأحزانها بشكل دائم ويضعون الوقت المناسب له، ويُفضل الحوار في أجواء لطيفة رطبة بعيدة عن التشنجات أو مباشرة بعد الإرهاق والتعب بسبب يوم شاق.

الحوار في العلاقة الزوجية مهم كثير لاستمرارية بناء عش الزوجية، ولكن الأهم هو الأسلوب في الحوار واحترام الرأي الآخر. بما أنه مبني على الصراحة، فيجب الاستماع والاستمتاع في الحديث. يُستحسن ألاّ تترك نقاش الأمور مهما كانت صغيرة لفترة طويلة، يجب أن نأخذها أول بأول كي لا تتراكم وتصبح عبئ ثقيلا وبالتالي لن نجد المتسع من الوقت لإنقاذها من أن تنتقل من حجم صغير إلى حجم ضخم لا نستطيع أن نحمله في قلوبنا ولا على ظهورنا لتحدث انفجار في الحوار.

الزواج له فوائد صحية ونفسية واقتصادية

هناك أبحاث تشير بأن الناس المتزوجين يتمتعون بصحة جسدية وعقلانية أفضل بكثير من الغير المتزوجين. طبعا يعود هذا إلى طبيعة الحياة الزوجية وحجم السعادة المبنية عليها العلاقة. فكلّما كانت الحياة الزوجية سعيدة كلّما كانت نسبة التركيز في العمل والتربية والعلاقات العامة أعلى، مما يساهم في النجاح المؤكد والمستمر. فلنأخذ نبذة قصيرة عن تلك الفوائد المطروحة أعلاه.

الفوائد الصحية

لقد أثبتت أبحاث سويدية بأن المتزوجين يعيشون أطول من الغير المتزوجين ويعود السبب في ذلك بالاكتفاء الجسدي الذي بدوره يعمل على تخفيض من نسبة الإصابة بالنوبات القلبية والصداع والعصبية والتوتر النفسي المستمر والصراخ على الأطفال أو الحديث بصوت عال مع الشريك. فهذه العوامل قادرة على تخفيض من نسبة الوفيات في العمر المبكر. العلاقة الزوجية تعتبر من أفضل أنواع الرياضة، وترفع عدد نبضات القلب من 70 إلى 150 نبضة في الدقيقة الواحدة مما يساعد على تنشيط الدورة الدموية. كذلك تنقبض نسبة عالية من عضلات الجسم، وتأدي أيضا إلى إفراز هرمون "التستوستيرون" الذي يقوم بدوره بتقوية العضلات والعظام وخصوصا آلام الظهر وفي نفس الوقت يؤدي للاسترخاء العضلي العميق الذي بدوره يؤدي إلى النوم الجيد. فكل هذه الأسباب تساعد على إبقاء الصحة بشكل جيد.

الفوائد النفسية

نسبة الاكتئاب بين النساء العازبات أو المطلقات أعلى بكثير من عند النساء المتزوجات. وهذا أيضا يتوازى بنفس معدل نسبة الاكتئاب عند الرجال، وبالأخص في مجتمعاتنا العربية، حيث ليس من السهل على المرء أن يكون لديه "رفيق أو رفيقة"، ومع ذلك أثبتت دراسات أمريكية بأن الزواج الدائم أفضل من العلاقات العابرة، وأهم حسناته هو الاستقرار النفسي حيث يستقر الجسد على رائحة جسد الزوج/ الزوجة وأدراك قيمة الجسد للطرف الآخر ومعرفة عالية في المتطلبات في وضعية الانسجام، فيحدث نوع من الالتحام بين الأجساد وأيضا على صعيد النظافة والأمراض الخارجية والداخلية و "الوقاية خير من العلاج". الضغوطات اليومية في العمل أو في الحياة بشكل عام تسبب أمراضاً كثيرة منها النفسية والجسدية من حيث لا ندري. لكي نتجنب الوقوع في البعض من هذه المساوئ يجب علينا أن نحافظ على السعادة الزوجية، لأن السعادة تبدأ من عش الزوجية وتعطي الطاقة الكاملة للاستعداد لصعوبات الحياة. حقيقة أثبتها العلماء تقول بأن الزواج السعيد يخفف من حدة الجلطات والنوبات القلبية وتساقط الشعر ويعطي نضوجا للبشرة واللمعان في الشعر وتنظيم الهرمونات عند الزوجين. إن أغلب الأمراض التي نعاني منها سببها يعود إلى عامل نفسي، ولكن العلاج بين يديك ويحفظك بعيداً عن الأدوية والمنشطات السامة التي تؤدي إلى عوارض سلبية أخرى.

الفوائد الاقتصادية

كلنا نعلم بأن الوضع المادي بشكل عام بالنسبة للمرأة في مجتمعاتنا العربية هو سيء أو أسوء من وضع الرجل، وبناءً عليه فعلى الرجل تحمل كافة تكاليف الزواج وما بعد الزواج. لكن في يومنا هذا الكثيرات من البنات يعملن ولذا أريد أن أنصحهن بأن يساعدن الشريك لإتمام الزواج بقدر المستطاع. لا عيب ولا حرام في ذلك، وإنما هي مجرد عادات صنعتها المجتمعات بأن الرجل هو المكلف في المصاريف.

ليس بالضرورة أن يكون الزواج مُكلفاً وفي أفخم قاعات الزواج، طالما الإنسان ليس باستطاعته تحمل تلك المصاريف. فهناك الشيء الأهم من المظاهر والتبذير. من الأفضل أن توفر تلك التكاليف لتجهيز البيت بالأدوات الأساسية مثلا. هناك شروط كثيرة بالنسبة للزواج من قبل أهل الفتاة، مما يجعل الزواج شبيها بالمستحيل للرجل، هذه عادة سيئة تؤدي إلى زيادة نسبة العنوسة ومشاكل صحية ونفسية عند كلا الجنسين. العنوسة هي ظاهرة مخيفة في المجتمعات العربية، أصبحت الشبح الذي يطارد الفتيات.

الزواج أسمى وأرفع من تلك العراقيل والشروط، عندما يتفق الطرفان على الأهم في هذه المرحلة الانتقالية. إذا كانت الفتاة تعمل، فليس غلط أن تساعد شريكها في تجهيز البيت أو بعض المصاريف فربما هذا سيساعدك على الانتقال إلى بيت أكبر وأجمل في وقت لاحقاً. لا تفصلي بيك وبين زوجك من مصاريف واحتياجات. إليك يا عزيزتي ليس بالضرورة أن تحملي كيلو غراما من الذهب يوم زفافك، لأن الذهب لا يعطيك السعادة، إنما قناعتك بالشريك وبما يقدمه لك من سعادة وحب واحترام. دعيه يقدم لك ما يستطيع ولا تضغطي عليه ليصبح شبح العنوسة يطاردك يوما ما. لو كانت لدى العريس القدرة الكافية للمهر العالي والصالة الفخمة لما كان يحجب عنك سعادتك لأنها من سعادته. إصْنَعِي سعادتك بيدك. الحياة الزوجية هي مشاركة في كل شيء من كلمة وحب واحترام متبادل ومادة وحالة نفسية وجسدية.