المدونة

مقالات المدونة

ثقافة في المرأة

بقلم صفاء عبد الحليم، طاقم مدونة صدفة

هناك في عصر الجاهلية، كانت المرأة تدفن أو تدس في التراب حية إلى أن أتى الإسلام وأنصفها من ظلم البشر عليها، وأنزل القرآن فيها آية كريمة تتساءل فيها عن حقها ولماذا قتلت وما ذنبها أنها أنثى؟

من هنا أريد أن انطلق في موضوعي لليوم عن المرأة وعن مدى أهميتها في الحياة وبناءً على ذلك كيف أنها نصف المجتمع والدنيا. المرأة هي المرأة منذ أن أنزل سيدنا آدم على الأرض ومعه حواء إلى يومنا هذا، ولكن مفهومنا للمرأة في المجتمعات يتغير دائما مع العصور، يتطور تارة ويتراجع تارةً أخرى.

منذ أزمان بعيدة بدأت المرأة المطالبة في حقوقها الشرعية والمدنية وعلى رأسهم حقها كإنسانة. الكثيرات منهنّ وصلوا إلى حلمهم في تحقيق جزئ من أحلامهم في حق المرأة والبعض منهم دفع ثمن هذه القضية وكان ضحية المجتمع. إن كان على الصعيد السياسي أو الديني أو الاجتماعي من عادات وتقاليد، حيث رفض المجتمع أن ينصف المرأة بقضية ما.

لو نظرنا إلى المرأة في مجتمعنا العربي وما أهميتها، نرى بأنها الأم بالدرجة الأولى وكلنا نحترم ونرفع هذه المرتبة إلى أسمى المعاني. هذا يعود أولا إلى ديننا لأنه يأمرنا برضى الوالدين وبأن الجنة تحت أقدام الأمهات، ويزيد على ذلك العلاقة الربانية بين الطفل وأمه تأتي معه منذ أن كان في أحشاء أمه. أما لو نظرنا إلى المرأة كزوجة، نرى بأنه ما زال ينقصها الكثير من الحقوق. ربما يخالفني البعض وينفر من كلمة حقوق المرأة، ولكن عفواً سيدي نعم هناك حقوق ما زالت دفينة لم تظهر بعد. أولها أن تعامل زوجتك بما أمرك به الله سبحانه وتعالى، على أن تعاملها بنفس الطريقة التي ترضى أن تعاملك هي بها. عاملها على هذا النحو أن غضبت صالحها وخذ بيدها. فالمسألة تتوقف على كلمة منك وترجع الأمور على ما كانت عليه من قبل. لا ترفع صوتك عليها وتقابل الغضيب بالغضب، فالمرأة مثل الزجاج سهل أن تجرحها وعليك أن تحترم هذا الشعور. تذكر دائما كيف كان الرسول عليه الصلاة والسلام يعامل زوجاته ويهتم بهنّ ويدللهنّ مثل الأطفال. المرأة لا تحتاج إلى الكثير من المعاناة لكي تحصل على كل ما تريد منها وسوف ترى كيف سيكون قلبها في يدك. المرأة تجذبها الكلمة الجميلة والمعاملة الحسنة، وبعدها تنسى وضعك المادي والصحي إن كنت فقيرا أم مريضاً. الكلمة الطيبة والحنونة تأثر عليها مثل البلسم للجروح وينطبق ذلك أيضا على الأخت والبنت والجارة... المقصد في هذا الحوار هو المعاملة الحسنة مع الجنس اللطيف.

المرأة هي المجتمع كله. إن أحسنت معاملتها ستحسن عليك عند الكبر وستربي أطفالك وتجعلهم يُضرب المثل فيهم. هذه من أساسيات نجاح البيت السعيد، مما ينعكس هذا الجو عليك أنت أيضا وستكون ناجحا أكثر في أعمالك اليومية وإن كنت عاطلا عن العمل فلا تزيد الأمور سوءاً، فكلمتك وتعاملك معها في هذه الحالة هما سلاحك الأول لتبقى محافظاً على زمام الأمور. الكلام لا يتوقف فقط على المرأة وننسى بأن الرجل هو السند أيضا وهو الأب والابن لذلك يجب التعاون بين الزوجين على مهام الحياة.

المرأة ليست أقل شأنا من الرجل فهي لها أهميتها كما هو بالمثل للرجل. كل ما ينقص عند البعض منهن هو العلم والمعرفة والثقافة. معرفة ليس فقط لذاتها وإنما لتستطيع إكمال مسيرتها في تربية أطفال الجيل القادم. تذكري بأن العلم والمعرفة هما أول درجات السلم الذي به ستفرضين به على العالم بأكمله بأن يحترمك. أما الدرجة الثانية هو عملك، الذي سيساعدك على أن تكون لك شخصيتك المستقلة. عندما تستقلين في ذاتك سوف تصبح طريق الحصول على شريك العمر أسهل لأنك أنت التي تحددين الشخص، ولن تكوني من اللواتي يجلسن في البيت وينتظرن الحظ والفرصة. أما لو كنتي متزوجة فستكونين الزوجة المتعاونة على المسؤولية في الحياة الاقتصادية.

المرأة والرجل يجب أن يعاملوا بعضهم على أنهم راشدين وعقلهم المتحكم في صنع القرارات لصنع نظام اجتماعي يقوم على العقل والمنطق، وإلى جانب ذلك ترك مجال للعواطف والحب والحنان، فبدون عواطف نصبح آلات عاملة بدون أدنى إحساس من المسؤولية أو أهمية لما يدور من حولنا من جمال للحياة.