المدونة

مقالات المدونة

الحياة ما بعد الزواج

بقلم طاقم مدونة صدفة

مبتغى الكثير في مرحلة الشباب والعزوبية هو الاستقرار الذاتي والنفسي. يرى الأغلبية أن هذا الاستقرار يمكن في تكوين أسرة وإيجاد شريك الحياة الذي يمكن أن يكمل معه نصف دينه. لكن الحياة بعد الزواج قد تكون محبطة جداً لبعض الأشخاص. فعلاقة الحب التي كانت جميلة ومليئة بالألفاظ الحسنة وذاك الكلام المعسول تتغير، وتتحول الحياة من طبعها الرومانسي الحالم إلى حياة أخرى عادية روتينية مجردة من الأحاسيس التي كانت طاغية قبل ذاك. هناك عدة أسباب لتغيرات ما بعد الزواج وتختلف من شخص لآخر. إليك أهمها:

انتهاء زمن العزوبية

يترجم البعض انتقالهم من مرحلة العزوبية إلى مرحلة الزواج، بفقدان حريتهم وتراكم المسؤوليات على أكتافهم. لتجنب الإحباط وخيبة الظن يجب علينا تغيير النظرة السلبية لهذه المرحلة وأخذها كفرصة للنضوج. يجب على الأزواج إعطاء بعضهم البعض مساحة لقضاء بعض الأوقات مع الأصدقاء أو في الهوايات المفضلة، للحد من هذا الإحساس.

بدء الحياة الجدية

يظن الكثيرون بأنهم يعرفون بعضهم البعض جيداً في فترة الخطوبة أو أنهم متفقون على كل شيء، ولكن الأمر يختلف تماماً بعد دخول القفص الذهبي فالحياة سويا تحت سقف واحد تخرج أفضل وأسوء ما في العلاقة. ما علينا إدراكه هو أن الحياة الزوجية ليست مفروشة بالورد دائماً.

المعاناة العاطفية

يطغى طابع الحب والرومانسية على مرحلة الخطوبة والسنة الأولى من الزواج التي تعم بالمشاعر والأحاسيس الفياضة. لكن مع مرور السنوات تقل شرارة العاطفة وينشغل الأزواج بحياتهم العملية ومسؤولياتهم ويفقدوا الاهتمام بالطرف الآخر. يجب على الزوجين التحلي بروح المغامرة والمفاجآت لإحياء السعادة الزوجية وقتل الروتين في حياتهم.

تراكم المسؤوليات

المسؤوليات الجديدة الملقاة على عاتق الأزواج تحولهم من عشاق متحابين إلى عائلين للأسرة، يفكرون فقط بمستقبل أطفالهم. يجب علينا تغيير طريقة التعامل مع هذه المسؤوليات وترك مسافة جيدة للاستمتاع بحياتنا من خلال قضاء أوقات سعيدة مع من نحب. أظهرت الدراسات أن قضاء أوقات قصيرة بجانب أشخاص قريبين إلى القلب كفيلة بمنحك طاقة إيجابية.

شجار الأزواج

من الطبيعي حدوث خلافات في الحياة الزوجية، عند اجتماع شخصين مختلفين في أسلوب حياتهم وفي آرائهم. المشكلة ليست في الاختلاف في شخصية كلا منهما، إنما كيفية التعامل مع هذه الاختلافات. يخوض الأزواج نقاشات ومخالفات حادة، يمكن للبعض منهم تخطيها ولكن قد يؤدي الحال بالآخرين للانفصال. يجب أن يكون النقاش ضمن شروط وأن يكون جدالاً منطقيا مع وجود احترام للطرف الآخر، حتى يساعد في حل المشاكل بشكل أفضل ويزيد من فرص التفاهم بين الطرفين.

لا تخلو الحياة بشكل عام من المشاكل والعقبات وكذلك هو الحال مع الحياة الزوجية. اصنعا سعادتكما بيدكم ولا تستسلما للعواقب والمشاكل التي تواجهكما.