المدونة

مقالات المدونة

ما بعد الطلاق

بقلم أحد رواد المدونة

يحدث أن نتزوج شخصا كنا نعتبره أجمل ما في الحياة، ثم ينتهي هذا الحلم الوردي بالطلاق! لا أريد أن أتحدث عن سبب المشاكل ومن السبب ومن المسبب، ومن الشاكل ومن هو المتشاكل، لقد انتهى الزواج!

ولا يوجد أصعب من هذه اللحظة، ومن هذه المشاعر المؤلمة، ولا أستطيع التنكر لها ونسيانها بسهولة، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (وكسرها طلاقها) لذا نحن معشر النساء لا نجد لنا قلبا بعد الطلاق، كل ما تبقى أشلاء، نريد لملمة قلب متكسر ولكن هذا يأخذ وقتا بطبيعة الحال، ككل الجروح والأزمات ...

وفي هذه الفترة العصيبة أترانا نحطم بقية الأجزاء؟! نعاتب أنفسنا، أو نبرر، ونحلل كل ما حدث، نرهق أنفسنا بالتفكير، وكل الذي فات قد فات!

إنه التعذيب النفسي الذي نُرضخ أنفسنا له، فلا أدري أهي علة القلب أو علة الجسد أو العقل أو جميعهم أو هي وحدة الفراق!

تؤلمنا كل الذكريات، السعيدة منها بشكل خاص، حبذا لو نكره من كان يشاركنا حياتنا من صميم الفؤاد! بعض العشق داء، ولا أجده عشقا أكثر منه تعودا، هنا تكمن حقيقة البلاء ...

ليت المساوئ تفيد في النسيان، ليت المظالم تميت الإحساس، وليتنا فعلا نعتبر بالخواتيم فنتخطى الأمر سريعا ونرتاح.

فاجعة الطلاق ليست هينة على الإطلاق، ولكني بصصت بصيص أمل من بين الحطام ...

نظرت إلى المرآة، تفحصت ملامحي وقد اكتست جاذبية لم أعرفها قبل، نظراتي وقد تفجرت عمقا لا يحده أفق ...أفكاري وقد تذوقت من خبرة الحياة ...وجدتني أجمل من ذي قبل!

ووجدت حقيقة أنه إذا لم يعد يرى ذلك، فهو حقا لم يعد يُكملني ولا يستحق أن يحمل لقب شريك حياتي!

في الحقيقة لقد كنت جاهلة فيما يتعلق بالحب، وكأنني جربت الزواج لا الحب!

الآن تخلصت من قيد تجربة فاشلة، ليس بسببي وحدي ولكن قدر الله وما شاء فعل ...

الآن أنا حرة طليقة لأجلي فقط، لأحب ذاتي أكثر، وأقدر مواطن القوة لدي، ولا أظلم نفسي مع أحد ...

الآن أنا شخص جديد ولد من بين تكسره وأشلائه ليكون كما لم يكن من قبل ...

فقد عرف وتعلم القواعد الصحيحة في المسار ...

لا تفكري في الملامة والعتاب. لا تعيدي سير الأحداث لتحكمي من كان على خطأ ومن كان على صواب، لا تتعلقي بشخص خذلك وأصبح من الماضي...

إننا بفعلتنا هذه نتناسى حقيقة الرضا على المُصاب، وأن "ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك" وأن هناك أشخاص أفضل، فلا يمكن أن نحصر العالم في شخص بعدما تركنا وكأنه قمر الزمان والمكان!

لقد منحتني تجربة الطلاق فرصة ثانية لأعيد الاختيار! ولأسمو بالحب لا أن أقع فيه! فما بعد الكسر إلا الجبر من العزيز الجبار.